روائع مختارة | روضة الدعاة | زاد الدعاة | ثقافة النتيجة عوض الفشل!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > زاد الدعاة > ثقافة النتيجة عوض الفشل!


  ثقافة النتيجة عوض الفشل!
     عدد مرات المشاهدة: 2804        عدد مرات الإرسال: 0

عن عمر بن لخطاب رضي الله عنه قال: رحم الله عبدا أهدنى إلي عيوبي.

إن هذه هي القيمة التي يجب علينا أن نتبناها في حياتنا، قيمة النتيجة عوض قيمة الفشل، أي أن ما يحدث لنا من أشياء لم نسعى لها أو ما يعترضنا من نتائج سلبية لا يمكننا أن نعتبرها فشلا بل هي نتيجة أدت إليها مجموعة من الأفعال، فإن أردنا تغيير النتيجة علينا تغيير الأفعال المسببة لها أي قانون السببية فلكل فعل نتيجة، في إحدى التعريفات المرحة للعالم الكبير إينشتاين قال: حول الغبي أنه هو الذي يقوم بنفس العمل وبنفس الطريقة وينتظر نتيجة مختلفة إننا لسنا كاملين ولكن من الواجب علينا إذا إعتبرنا أنفسنا ساعين للنجاح الدنيوي والفلاح الأخروي أن نسعى للكمال، وفي سعينا هذا لابد أن نمر من مطبات وعقبات، فإن تقبلناها على أساس أنها نتيجة توصلنا إليها بمجموعة من الأفعال، إستطعنا معرفة هذه الأفعال وإستطعنا تغييرها للحصول على نتيجة مغايرة.

إن تَقبلنا لنتائج أفعالنا هو أساس المضي في طريق النجاح لذلك كان من حسن التخطيط أن نحافظ على أهدافنا وأن نغير من وسائلنا، فإن علمنا بالتجربة ضعف إحدى الوسائل غيرناها للوصول للهدف المنشود.

ثم علينا أن لا نعمم تجاربنا فنعتبر أن التجربة كلها خاطئة إن حصلنا على نتيجة غير التي نرغب فيها، بل علينا تحسس جوانب الصواب والخطأ في التجربة مهما كانت نتيجتها النهائية.

إن النتائج الإيجابية تخفي وراءها الكثير من الافعال الخاطئة، لذلك يقال أن النجاح معلم فاشل لأننا في غمرة الفرحة ننسى تفحص التجربة وتحسس الأفعال الصحية والأفعال غير الصائبة.

في الأخير أطلب منك عزيزي القارئ أن تتخذ قرارك بالحفاظ على معتقداتك وقيمك التي توصلك لأهدافك وبالتخلي أو تغيير معتقداتك وقيمك التي لا تساندك في النجاح، وهذا عمل لا يمكن لأحد أن يقوم به عنك بل عليك الأخذ بزمام المبادرة والبدء بتقييم مبادئك.

و تثمينا للفكرة السابقة أسرد عليك عزيزي هذه القصة:

يحكى عن أستاذ لمادة الرياضيات يعيش ويعمل بإحدى المدن الصغيرة، عند بداية السنة الدراسية الجديدة حضر معه مراقبان في أول حصة، بدء برسم قنينة داخلها دجاجة، وطلب من التلاميذ طريقة لإخراجها دون كسر القنينة أو قتل الدجاجة، لاحظ على المراقبان عدم الرضا على هذه البداية من خلال نظراتهما، لكن مع بدئ التلاميذ بالإندماج في حل هذه المشكلة وإرتباطهم بالأستاذ بدأ المراقبان في الدخول جو المنافسة وبدأ يناقشان المسألة، كانت الإقتراحات متعددة لكنها لم تستطع الوصول لحل النهائي، وفي هذه الاجواء تدخل أحد التلاميذ وقال للأستاذ: الذي أدخلها هو الوحيد القادر على اخراجها، هنا إبتسم الأستاذ وقال أحسنت لا يمكن لأحد إخراج هذه الدجاجة إلا الذي أدخلها، ثم نظر للتلاميذ وقال لهم وهو يبتسم لا يمكن تغيير معتقد من معتقداتكم حول مادة من المواد إلا برضاكم، فإن إعتبرتم مثلا مادة الرياضيات صعبة ستكون كذلك وإن إعتبرتموها سهلة وممتعة فهي كذلك، ولكم وحدكم إختيار معتقداتكم.

الكاتب: عبد الخالق نتيج.